سياسة

“التصالح السعودي الإيراني وعودة سوريا” – مشاهد سياسية حاسمة

“التصالح السعودي الإيراني وعودة سوريا” – مشاهد سياسية حاسمة في الشرق الأوسط

لا يمكن تجاهل ثلاث مشاهد سياسية رئيسية حالياً عند الحديث عن الشرق الأوسط؛ وهي التصالح السعودي الإيراني وعودة سوريا إلى الجامعة العربية والمحادثات المصرية الإيرانية لاستعادة العلاقات الثنائية.

تعني هذه التحولات الراديكالية المفاجئة تغييرًا إيجابيًا في خريطة التوازنات والمصالح في المنطقة نحو المزيد من الاستقرار والتعاون.

ولا يمكن أن تحدث هذه التحولات في ظل وجود أمريكي في المنطقة الذي كان يسعى لتأجيج الخلافات الكامنة

وتشويه بعض الزعماء العرب، وتجميد القضية الفلسطينية،

وتعزيز الوجود الإسرائيلي، وفرض العزلة الدولية على إيران، وضعف التعاون بين الدول العربية من خلال إثارة مخاوف محتملة، وأخيراً التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت ذريعة نشر الديمقراطية.

تؤكد هذه التحولات الأخيرة أيضاً أن انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة قد منح المجال لروسيا والصين مجتمعتين لملء الفراغ السياسي في المنطقة

والسعي لخلق بيئة جيو استراتيجية متفق عليها لتحقيق الشراكات الاقتصادية

والتوازنات السياسية البناءة التي تساعد على تعزيز وجودهما كقطبين نشطين في النظام العالمي الجديد.

تكمن الفرق بين النهج الأمريكي والنهج الروسي الصيني في الشرق الأوسط

في أن الولايات المتحدة سعت للسيطرة الكاملة على سياسات الدول العربية

وفرض نفسها كقوة مهيمنة كبرى على السياسات الداخلية والخارجية لدول المنطقة،

في حين يقدم روسيا والصين أنفسهما كشركاء يتجنبان التدخل في الشؤون الداخلية.

وبالتالي، يمكن القول إن سياسات الولايات المتحدة كانت تستند إلى مبدأ “التفريق والحكم”،

الذي يعتمد على استفزاز الخلافات بين الدول لضمان الهيمنة،

في حين تعتمد محاولات روسيا والصين على اتخاذ نهج المصالح المشتركة واحترام استقلال الدول.

تم تجسيد هذا النهج السياسي في التصالح السعودي الإيراني، حيث استطاعت السعودية وإيران التوصل إلى اتفاق تاريخي لتحسين العلاقات بين البلدين.

وبدلاً من السعي لتحقيق الهيمنة، يسعى هذا الاتفاق إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين البلدين،

مما يساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وكذلك عودة سوريا إلى الجامعة العربية والمحادثات المصرية الإيرانية تعكس رغبة الدول في التعاون وحل النزاعات بشكل سلمي.

ويمكن القول إن هذه التحولات السياسية في الشرق الأوسط تعكس نهجًا جديدًا للتعاون والتفاهم بين الدول،

وتشكل خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.

ومن المهم أن تستمر هذه التحولات في الاتجاه الإيجابي،

وأن تعمل الدول على تعزيز التعاون والتفاهم بينها، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى