فن

الدراما المصرية بدأت في استعادة مكانتها

يمكن القول إن الدراما المصرية بدأت في استعادة مكانتها الرفيعة في المنطقة، حيث ظهرت إنتاجات قوية في الفترة الأخيرة، وهذا كان واضحاً في هذا العام.

 

عاد العديد من النجوم والمخرجين بعد جائحة كورونا التي تسببت في توقف العديد من الأعمال وتأجيلها لأكثر من عامين.

ولهذا السبب، كان موسم رمضان هذا العام أكثر تنوعاً بشكل كبير مقارنة بالمواسم السابقة من حيث المواضيع،

ويعود هذا التنوع إلى الاعتماد من قبل كتاب السيناريو على الأدب بشكل عام في أعمالهم.

 

شهدت الدراما منافسة شديدة بين النجوم للفوز بأكبر حصة من المشاهدة على التلفزيون، سواء الفضائي أو الأرضي.

وعاش المشاهدون معاً يومياً أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة العديد من الأعمال التي عرضت في هذا الشهر المبارك.

هناك أعمال جيدة وقيمة وجادة، وهناك مخرجون نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة،

وجذب المشاهد وتقديمه لأحدث الطرق والتقنيات الدرامية في العالم بطريقة مثيرة وسلسة،

دون تحريف سياق الأعمال التقليدية.

هذه المعادلة صعبة جداً ولا يستطيع الكثيرون من المخرجين تحقيقها.

في الغالب، يقع المخرج في فخ رغبته في تقديم أشكال جديدة للدراما،

ويفيض العمل بكل ما هو حديث ومتطور حتى يشعر المشاهد بأنه يواجه عالماً غريباً لا يستطيع التكيف معه أو قبوله.

هذا النوع من الأعمال غالباً ما يحظى بإعجاب النقاد ويُنتقد من قبل المشاهدين.

جعفر العمدة

هذا العام، قدم المخرج الإبداعي محمد سامي لنا جرعة من الإبداع والتمتع البصري الذي يضعه في موقف مختلف،

يستحق إشادة النقاد والجماهير على حد سواء.

وذلك من خلال العمل الذي قدمه هذا العام من خلال مسلسل جعفر العمدة بطولة محمد رمضان، الذي قدم دوراً مميزاً.

ويرجع هذا التميز إلى صعوبة الدور لأنه يستعرض حياة رجل من حي شعبي مع جميع التحديات والتناقضات التي يجب أن يواجهها في هذا العمل.

 

ومع ذلك، نجح المخرج في دمج الواقع مع الخيال بتناغم يجذب عين المشاهد ويثير فضوله لتوفير الإثارة المطلوبة في العمل.

وهنا قدم الشخصية والعمل بطريقة لا ترتبط بالواقع الحقيقي للبطل الشعبي،

الذي رسمت ملامحه أعمال الكاتب الرائع أسامة أنور عكاشة،

مثل “ليالي حلمية الزمان” أو “عربيّات” وغيرها من الأعمال التي تصوّر ملامح الرجل الشجاع والنبيل القادم من الطبقات العاملة في المجتمع.

وقدم المخرج محمد سامي شخصية غير واقعية للبطل الشعبي،

حتى يتمكن محمد رمضان من تقديم مشاعر صعبة ومعقدة بطريقة سلسة ومصداقية كبيرة،

حيث يكون الأب الذي يفقد ابنه ويعيش بجواره طوال الوقت دون أن يعرف،

ولكنه يجب أن يظل متماسكاً مع هدوئه ونزاهته في التفكير. في الوقت نفسه،

يكون هو صاحب العمل الذي يدير الجميع الذين يعملون معه،

ويجب أن يكون صارماً طوال الوقت، وعلى الرغم من ذلك،

فإنه لا يفقد الصلة الإنسانية التي تجمعه مع شعب الحي. الشخصية غنية ومعقدة جداً ومتناقضة،

ومع ذلك، استطاع رمضان تقديمها بمهارة كبيرة، بحيث لم يشعر المشاهد بأنه كان أمام شخصية في مسلسل،

بل كان أمام شخصية حقيقية من لحم ودم.

هذا النوع من الأدوار يمكن أن يقدمها فقط أولئك الذين يتمتعون بالموهبة والخبرة،

لذلك لا يمكننا تخيل أي ممثل آخر في مكان رمضان.

 

وفي نفس المسلسل، قدمت هالة صدقي دوراً جديداً تماماً بالنسبة لها،

على الرغم من أنها قدمت دور الأم في أكثر من عمل، لكن هذا العام وفي هذا العمل وجدنا وجهاً جديداً لهالة صدقي،

حيث تكمن المفاجأة في العمل. فعلا، يكاد لا يدرك المشاهد أنها هالة صدقي،

حيث اندمجت في الشخصية التي تقدمها بمهارة واتقان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى